كثيرون يعانون في التعبير عن العدد، صعوبةً ناشئةً عن وجود صيغتين- بدلاً من واحدة- وذلك تَبَعاً لكون المعدود مذكراً أو مؤنثاً.
فالأعداد العشرة الأولى- المسماة اصطلاحاً أعداداً مُفردة، تمييزاً لها من الأعداد المركَّبة والمعطوفة- هي:
للمعدود المذكَّر: واحد، اثنان، ثلاثة…. ثمانية، تسعة، عشَرة.
للمعدود المؤنث: واحدة، اثنتان، ثلاث….. ثَمانٍ، تِسعٌ، عَشْرٌ.
ونلاحظ ما يلي:
الأعداد (3-10) للمذكر مختومة بتاء التأنيث، أي إن صيغتها مؤنثة.
الأعداد(3-10) للمؤنث مجردة من تاء التأنيث، أي إن صيغتها مذكرة.
وفيما يلي نماذج من استعمال الأعداد المفردة والمركبة والمعطوفة والعقود:
المعدود مؤنث
المعدود مذكر
غرفة واحدة، طالبة واحدةٌ
قلم واحد
الأعداد المفردة
غرفتان اثنتان، طالبتان اثنتان
قلمان اثنان
ثلاثُ غُرَفٍ، ثلاث طالباتٍ
ثلاثةُ أقلام
ثمانيْ غرفٍ، ثمانيْ طالباتٍ
ثمانيةُ أقلام
عَشْر غرف، عشْر طالباتٍ
عشَرةُ أقلام
إحدى عشْرة غرفةً، إحدى عشرة طالبةً
أحدَ عشَر قلماً
الأعداد المركبة
اثنتا عشْرة غرفةً، اثنتا عشرة طالبةً
اثنا عشَرَ قلماً
ثَلاثَ عشْرة غرفةً، ثلاث عشْرة طالبةً
ثلاثةَ عشَرَ قلماً
ثمانيْ عشْرةَ غرفةً، ثمانيْ عشْرة طالبةً
ثمانيةَ عَشَرَ قلماً
عشرون غرفةً ... تسعون طالبةً
عشرون، ثلاثون، أربعون…تسعون قلماً
ألفاظ العقود
إحدى وعشرون غرفةً/طالبةً
واحدٌ وعشرون قلماً
الأعداد المعطوفة
اثنتان وعشرون غرفةً/طالبةً
اثنان وعشرون قلماً
ثلاثٌ وعشرون غرفةً/طالبةً
ثلاثة وعشرون قلماً
ثمانٍ وعشرون غرفةً/طالبةً
ثمانية وعشرون قلماً
تِسْعٌ وتسعون غرفةً/طالبةً
تسعة وتسعون قلماً
نستنتج مما سبق القواعد الآتية:
1- الواحد والاثنان يوافقان المعدود في التذكير والتأنيث.
2- ألفاظ العدد من ثلاثة إلى عشَرة تخالف المعدود في التذكير والتأنيث، أي تكون على عكسه، وذلك في الأحوال الثلاثة: سواءٌ كانت مفردةً أو مركَّبةً أو معطوفاً عليها.
فإذا كان مفرد المعدود مذكراً (قلم / رجل) استُعملت صيغة العدد المؤنثة، وبالعكس، إذا كان مفرد المعدود مؤنثاً (غرفة / طالبة) استُعملت صيغة العدد المذكرة. هذا هو معنى المخالفة !
3- العدد(10) يوافق المعدود في الأعداد المركبة (على حين يخالفه- كما رأينا- إذا كان مفرداً.)
4- تُفتح شين العَشرة والعَشر مع المذكر، وتُسَكَّن مع المؤنث، سواء أكان ذلك في عدد مفرد أم مركّب.
تقول: عَشَرةُ رجالٍ، أَحَدَ عَشَرَ كوكباً؛ وعَشْرُ فتياتٍ، واثنتا عشْرةَ عيناً.
5- ألفاظ العُقود لا تَتَغيَّر في التذكير والتأنيث.
أحكام العدد والمعدود:
1- الأعداد المفردة(3-10) تُعرب تَبَعاً لِمَحلِّها من الجملة، تقول:
جاء خمسةُ رجالٍ / خَمْسُ فتياتٍ، رأيت خمسةَ رجالٍ / خمسَ فتياتٍ، مررت بخمسةِ رجالٍ / بخَمْسِ فتياتٍ.
• إذا كانت هذه الأعداد بالصيغة المؤنثة فمعدودها جمع تكسير مجرور (لأنه مضاف إليه، والعدد هو المضاف)، نحو: أربعة طلابٍ وخمسة أقلامٍ(ولكن: ستةُ عصافيرَ!)
عصافير: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.
• وإذا كانت بالصيغة المذكَّرة فمعدودها جمعُ تكسير مجرور، أو جمعُ مؤنثٍ سالِمٌ، نحو: ثلاثُ أَذْرُعٍ، أربعُ تُحَفٍ، خمسُ طالباتٍ [ولكن: سَبْعُ مدارسَ: لأن (مدارس) ممنوعة من الصرف].
2- الأعداد المركبة(11-19) مَبْنيَّة على فَتْح الجزأين(البناء هو لزوم آخِر الكلمة حالةً واحدة).
فَهمُا مفتوحان أبداً، تقول:
جاء أَحَدَ عَشَرَ رجلاً، رأيت أَحَدَ عَشَرَ رجلاً، مررتُ بأحَدَ عَشَرَ رجلاً،
جاء إحدى عشْرةَ امرأةً، رأيتُ إحدى عشْرةَ امرأةً، مررتُ بإحدى عشْرةَ امرأةً.
جاء خمسَ عشْرةَ امرأةً، رأيتُ ثلاثَ عشْرةَ امرأةً، مررتُ بأربعَ عشْرةَ امرأةً.
أما العدد(12) فيُعامل جزؤه الأول معاملة المثنى. تقول:
جاء اثنا عشَرَ رجلاً، رأيت اثنيْ عشَرَ رجلاً، مررتُ باثني عشَرَ رجلاً.
جاء اثنتا عشْرةَ امرأةً، رأيت اثنتي عشْرةَ امرأةً، مررتُ باثنتي عشْرةَ امرأةً.
3- الأعداد المعطوفة تُعرب تَبَعاً لمحلها من الجملة، تقول:
جاء خمسةٌ وعشرون طالباً، أمضى فلانٌ خمساً وعشرين ليلةً، وحصل على ثمانٍ وعشرين درجةً.
جاء خمسٌ وعشرون طالبةً، أمضتْ فلانةُ خمسةً وعشرين يوماً، (فلانةُ لا تنوَّن: ممنوعة من الصرف!).
4- الأعداد(11-99) بما فيها من عقود، معدودها مفرد منصوب أبداً، سواء أكان المعدود مذكراً أم مؤنثاً.
5- ألفاظ العقود ملحقة بجمع المذكر السالم فتُعرب إعرابه: تُرفع بالواو والنون، وتُنصب وتُجرُّ بالياء والنون.
6- يستعمل العدد(
مع المعدود المؤنث استعمال الاسم المنقوص، وهو غير ممنوع من الصرف(انظر الفقرة 79).تقول:
العدد مفرد: جاء ثمانيْ طالباتٍ- رأيتُ ثمانيَ طالباتٍ- مررتُ بثمانيْ طالباتٍ.
العدد مركب: جاء ثماني عشْرةَ طالبةً- رأيتُ ثمانيْ عشْرةَ طالبةً- مررتُ بثمانيْ عشْرةَ طالبةً. [يصحُّ أن تقول: رأيتُ ثمانَ عشْرةَ طالبةً، بفتح جزأَيْ العدد كبقية الأعداد المركبة.]
العدد معطوف عليه: جاء ثمانٍ وعشرونَ طالبةً – رأيتُ ثمانياً وعشرين طالبةً- مررتُ بثمانٍ وعشرين طالبةً. [ويجوز أن تقول: رأيتُ ثمانيَ وعشرين طالبةً، باعتبار(ثماني) اسماً ممنوعاً من الصرف- مع أنه ليس بجَمْعٍ - لأن إيقاعه (مَفَاعِل)!]
مئة وأَلْف
• لفظ (مئة) مؤنث، يقال: مئة واحدة (انظر الفقرة 35)، ويستعمل هذا اللفظ نفسه للمعدود المذكر أو المؤنث. مُثنّاه (مئتان) في حالة الرفع، و(مئتين) في حالتي النصب والجّر.
والمئة ومثناها وحين يضاف إليها عدد مفرَد، معدودها مفرد مجرور، تقول:
عندي مئةُ كتابٍ، ومئتا روايةٍ، وثلاثُمئةِ دينارٍ/ ليرةٍ.
قرأت مئةَ كتابٍ، ومئتي روايةٍ، وأنفقت ثلاثَمئةِ دينارٍ/ ليرةٍ.
عندي ثمانمئةِ كتابٍ- اشتريت ثمانمئةِ كتابٍ- حصلت على ثمانمئةِ كتابٍ.
ملاحظة: أجاز مجمع القاهرة فصْل الأعداد من ثلاث إلى تسع عن (مئة).
والحق أن الوصلأحسن من الفصل، وقد جرى عليه علماء الأمة الثقات عدة قرون (منهم: سيبويه، المبرِّد، ابن منظور، الفيروزآبادي، الزَّبيدي، إلخ...). لذا الأفضل أن تكتب: ثلاثمئة، خمسمئة، ثمانمئة…
• تجمع(مئة) على (مئات) ويكون معدودها جمعاً مجروراً، نحو:
سافر مئاتُ الرجالِ، في هذا السجلّ مئاتُ الصُّورِ لمئاتِ التلميذاتِ، قرأت مِئاتِ الصفحاتِ.
ويقال أيضاً: شاهدت مئاتٍ من الجنود.
• لفظ(أَلْف) مذكر وجمعه آلاف وأُلوف، ويُستعمل هذا اللفظ نفسه للمعدود المذكر أو المؤنث، مثناه(أَلْفان) في حالة الرفع، و(أَلْفَيْن) في حالتي النصب والجّر، تقول:
في المكتبة ألفُ كتابٍ- قرأت ألفَ صفحةٍ- يقدَّر عددُهم بألفِ رَجلٍ.
في المكتبة ألفا كتابٍ- قرأت ألْفَيْ صفحةٍ- يقدَّر عددُهم بألفَيْ رَجلٍ.
• تضاف الأعداد المفردة (3-10) إلى (آلاف)، تقول: عندي ثلاثةُ آلافِ كتابٍ وأربعةُ آلافِ ليرةٍ.
• الأعداد المركبة والعقود تلحقها كلمة (ألف) المفردة المنصوبة، نحو:
كان عددُ سكان بلدتنا سبعة عشَرَ ألفاً، وصار الآنَ عشرينَ ألفاً.
في مكتبة البلدة أحَدَ عشَرَ ألفَ كتابٍ، وفي مكتبة المدينة عشرون ألفَ كتابٍ.
في الحالات السابقة جميعاً، يكون المعدود الذي يلي كلمة(ألف) مفرداً مجروراً.أما إذا استُعملت كلمة (أُلوف/آلاف) وحدها، أو سَبَقَتْها كلمة مئات أو عشرات، فيكون المعدود جمعاً مجروراً، نحو: سافر لِلْحَجِّ آلافُ الأشخاصِ، بل عشراتُ آلافِ الأشخاصِ، بل مئاتُ آلافِ الأشخاص.
ويقال أيضاً: استعرض القائد ثلاثةَ آلافٍ من الجنود.
تعريف العدد
إذا أُريد تعريف العدد وكان العدد مضافاً، أُدخِلت الأداة (أل):
أ- على المعدود، نحو: جاء سبعةُ الطلبةِ الذين فازوا- قرأتُ مئةَ الصفحةِ التي حدثتني عنها.
أنفقتُ ألفَ الليرة الذي ادخرتُه- أنفقت ستة آلاف الليرة التي ادخرتها.
قرأت عن حرب ستةِ الأيامٍ(بين العرب واليهود)، ولكن: حرب الأيام الستة.
ب- أو على العدد، نحو: حرب الستة أيامٍ، قرأت المئة صفحة- نُفَّذ مشروع الألفِ كتابٍ.
ج- أو على العدد والمعدود معاً، نحو: حرب الستة الأيام- قرأت المئة الصفحة.
• وإذا كان العدد مركباً أُدخِلت (أل) على صَدْره، نحو: قرأت الثلاثَ عشْرةَ روايةً.
كتَبَ الأربعةَ عشَرَ حرفاً الأولى من الأبجدية، (الأولى: صفة لمجموع الأربعة عشر حرفاً ).
• وإذا كان العدد مكوناً من معطوف ومعطوف عليه، أُدخِلت(أل) على الجزأين، نحو:
- أطعمتُ الأربعَ والعشرينَ دجاجةً صغيرةً،(صغيرة: صفة لكل دجاجة، لذلك بقيت مُنكَّرة).
- أمضيتُ الأربعَ والعشرينَ ساعة الماضية في المزرعة،(الماضية صفة للأربع والعشرين ساعة، لذلك عُرِّفت).
• وإذا كان العدد من العقود دخلت (أل) عليه، نحو:
- أمضى سعيدٌ الأربعينَ سنةً الأخيرةَ في التدريس.
- الدرجة(في الهندسة): قسمٌ من التسعين قسماً المتساوية، التي تنقسم إليها الزاوية القائمة (المعجم الوسيط).