لن أعود للرجاء حتى ولو أعتزلت الكرة لسنتين
هذه التجربة علمتني أسرارا كنت أجهلها
من الديار الإماراتية قال محسن متولي الذي تنقل للتفاوض مع إداريي نادي الإمارات الإماراتي على أنه يضع مسؤولي الفريق الأخضر بين قرارين لا ثالث لهما، إما الإحتراف ومعه تسهيل مهمته في ذلك أو التوقف عن الممارسة لفترة ما حتى ولو اضطر للعب في قسم المهنيين هناك.
متولي كشف «للمنتخب» عن أسرار واكبت تجربتة التفاوض مع نادي الإمارات وعن مؤامرة استهدفت إجهاض خطوة إلتحاقه بعالم الإحتراف وهي تكملة لمسلسل مؤامرات قال عنها أنها دنيئة.
- المنتخب: كيف سارت مسألة التفاوض بينك وبين مسؤولي الفريق الإماراتي؟
محسن متولي: لقد وجدت هنا مساحات من التقدير والثناء أشعرتني حقيقة بالخجل وأظهرت لي القيمة التي بلغها متولي خارج الحدود بشكل يختلف عن حجم التضييق والإستهداف وحتى الظلم الذي طالني داخل فريقي وبين أحضانه.
كل شيء كان على ما يرام في اليومين الأوليين لغاية اليوم الثالث، حيث شعرت وكأن الظلم والإستهداف قدر مقدر على متولي.
- المنتخب: ماذا تقصد بكل هذا؟
محسن متولي: لقد تفاجأت بعد أن عرض علي مسؤولو الفريق الإماراتي مبلغا مقابل التوقيع لموسم واحد وقدمت خلاله مجموعة من التنازلات لرغبتي في الخلاص من جحيم لم أعد أطيق التعايش مع فصوله هناك، إلا أنهم عادوا في اليوم الثالث ليطرحوا علي رقما آخر.. المسألة تبدو طبيعية في التفاوض لكن ما لم يكن طبيعيا هو كوني توصلت بأن المستجد المطروح كان نتيجة لتدخل بعض الأشخاص من الدار البيضاء الذين عرضوا إسم لاعب زميل بكلفة أقل على الفريق الإماراتي وكل ذلك لقطع الطريق أمامي أو لنقل قطع الأرزاق وهذا حرام.
- المنتخب: لكني أعتقد أنه لو كان هناك إقتناع من الفريق الإماراتي بموهبتك فلن يثنيهم أي كان عن التوقيع لك؟
محسن متولي: أنا شخص أؤمن لدرجة كبيرة بالقضاء والقدر ولن أنال في نهاية المطاف إلا ما كتبه الله لي، لقد عشت مثل هذه المؤامرة حين اقتربت من التوقيع لأنتويرب البلجيكي وعدت بعدها للمغرب.. ظلم ذوي القربي يكون دائما أشد مضاضة، لذلك أقول أن تضييقهم علي لم يكن عند حدود الطعن في موهبتي، بل تمادوا ليرسموا لمتولي صورة سوداء في عيون الفريق الإماراتي وهذا هو الظلم الذي لا أقبل به.
- المنتخب: وكيف إنتهى هذا المسلسل؟
محسن متولي: حين نكون داخل فرقنا يطالبوننا بالقناعة بما هو متاح أمامنا، نرضى براتب عند حدود دنيا وبمنحة على المقاس، وحين يسعى فريق ما لانتدابنا يطالبون بالملايير لأجل تركنا، ما دمنا نشكل هذه القيمة لماذا لا تتم مكافأتنا بالشكل ذاته داخل فرقنا، هذه هي المفارقة التي لا أفهمها وعلى ضوئها أناشد أي مسؤول بأن يترك أي لاعب يأتيه عرض احتراف دون المبالغة في طلب مبالغ تعجيزية.. لقد عرض النادي الإماراتي مبلغا أراه معقولا وإن لم يقبل به فريق الرجاء فإني سأبحث عن عرض آخر أو لنقل تجربة أخرى بطريقتي الخاصة ولن أعود أبدا.
- المنتخب: لكن هناك عقد يربطك بفريق الرجاء يفرض عليك انتقالا تحت مظلته وبرضاه التام؟
محسن متولي: وأنا عبر منبركم أقول لماذا سيرفضون العرض الإماراتي الذي أراه معقولا وعلى الأقل سيتيح أمامهم الإستراحة من شغب متولي؟ لم أنكر إنتمائي لفريق الرجاء، لكن من حقي أن أبحث عن الفضاء الذي يساعدني على الإنطلاق.. لقد أعطيت كل ما أملك للفريق وتوجت معه بطلا، وإن ساعدوني فإنني في نهاية المطاف سأعود لهم الموسم القادم وهكذا تعم الفائدة ويرتاح الجميع.
بخصوص وضعيتي وبعد كل الذي حدث مستحيل أن أعود حتى ولو إضطرت لاصطحاب زوجتي وبنتي لهنا واللعب في بطولة المهنيين ما لم يوافقوا على تسريحي.
- المنتخب: ألم تسع للحديث مع رئيس الفريق بخصوص إعمال جوانب الليونة مع حالتك؟
محسن متولي: لقد تكلمت مع الحاج حنات ليلة السبت ووضحت له كل الأمور، قلت له إني أرغب في التحرر وقدمت مجموعة من التنازلات في تفاوضي مع الفريق كي يستفيد الرجاء الذي يجتاز وضعا ماليا صعبا، وعدني بتفهم موقفي وثقتي كبيرة في شخصه وفي كل الرجاويين في أن يساعدوني على اكتشاف تجربة إقتربت منها كثيرا.
- المنتخب: ماذا استفاد متولي من تجارب هذا الشهر؟
محسن متولي: إستفدت أشياء كثيرة ومنها أن هناك من إئتمنته على أشياء تخصني فطعنني من الخلف، هناك من ظل يسرب إشاعات أساءت لي كثيرا وهناك من استغل ما حدث بيني وبين فاخر للركوب على الحدث وتصويري في صورة المتمرد رغم أني أكن كل التقدير لهذا المدرب الكبير الذي ساعدني.
وبالإمارات وقفت على حقيقة أشخاص تهمهم مصلحتهم الخاصة دون مصلحة الغير ويقطعون أرزاق العباد كي يستفيدوا هم رغم أنهم استفادوا بما فيه الكفاية، لقد كانت تجربة مفيدة من كل النواحي.